نمرود بن كنعان، وعرف عند المسلمين بنمروذ، هو شخصية تاريخية ذكرت لأول مرة في التوراة اليهودية بالاسم كملك جبار تحدى الله. وربط المفسرون للقرآن نمرود هذا مع الشخصية القرآنية للملك الذي تجادل مع ابراهيم وعاقبه بالحرق. كما ذكر بعض المؤرخين انه الملك الذي بنى برج بابل تحديا لله. واعتبرت العديد من الثقافات أن نمرود يرمز لقوى الشر. وسميت العديد من المدن التراثية في العراق بإسمه.
محتويات [أخف]
1 نمرود في الإسلام
1.1 نسبه
1.2 شخصيته
1.3 شك في صحة العلاقة
2 نمرود في اليهودية
3 نمرود في الثقافات الاخرى
4 المراجع
[عدل]نمرود في الإسلام
لم يسمي القرآن نمرود بالإسم[1] انما ربط المفسرون[2] [3][4] بين الملك نمرود البابلي والملك الذي تحداه النبي ابراهيم في سورتي الانبياء، أية 68[5] والبقرة، أية 258.[6]
[عدل]نسبه
وذكر نمرود في التراث الإسلامي في العديد من كتب المفسرين للقرآن والمؤرخين العرب والمسلمين. الاأنه اختلف في نسبه. منهم من ذكر أنه "نمروذ بن كنعان بن كوش بن سام بن نوح" أو أنه "نمرود بن فالخ بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح" [7] أو أنه ابن ماش ابن ارام ابن سام[8].
[عدل]شخصيته
وهو أول جبار في الأرض [9]. وكان أحد ملوك الدنيا الأربعة الذين ذكروا في القرآن وهو من الملوك الكافرين.[10] وهو أول من وضع التاج على رأسه وتجبر في الأرض وادعى الربوبية [11] واستمر في ملكه أربعمائة سنة وكان قد طغا وتجبر وعتا وآثر الحياة الدنيا[10]. رأى حلما طلع فيه كوكبا في السماء فذهب ضوء الشمس حتى لم يبق ضوء، فقال الكهنة والمنجمين في تأويل الحلم انه سيولد ولد يكون هلاكك على يديه، فأمر بذبح كل غلام يولد في تلك الناحية في تلك السنة[4] وولد ابراهيم ذلك العام فأخفته والدته حتى كبر وعندها تحدى عبادة نمرود. والاصنام. ويشرح المفسرون ان ابراهيم ونمرود تواجها لاظهار الاله الحقيقي الذي يستحق العبادة، اهو نمرود أم الله. وعندا فشل نمرود في محاججته، امر بحرق ابراهيم بالنار والتي تحولت على ابراهيم بردا وسلام. وعن موته، ذكر ابن كثير اقتباس|وبعث الله إلى ذلك الملك الجبار ملكا يأمره بالإيمان بالله فأبى عليه ثم دعاه الثانية فأبى ثم الثالثة فأبى وقال : اجمع جموعك وأجمع جموعي . فجمع النمروذ جيشه وجنوده وقت طلوع الشمس ، وأرسل الله عليهم بابا من البعوض بحيث لم يروا عين الشمس وسلطها الله عليهم فأكلت لحومهم ودماءهم وتركتهم عظاما بادية ، ودخلت واحدة منها في منخري الملك فمكثت في منخريه أربعمائة سنة ، عذبه الله بها فكان يضرب رأسه بالمرازب في هذه المدة كلها حتى أهلكه الله بها.[7] وذكر الطبري أن بناء برج بابل بواسطة نمرود هي سبب لعنة الله التي انشأت اللغات المختلفة.
[عدل]شك في صحة العلاقة
شكك بعض المؤرخين والمفسرين في علاقة نمرود التاريخية مع الملك الطاغي الذي ذكر في القرآن. فنسب الملك الى فارسي اعرابي أي كردي[12]، وقيل هو شخص اسمه هيزن[13] ورجل اسمه هيرين[14].
[عدل]نمرود في اليهودية
يذكر نمرود بالاسم في التوراة من دون أي تفاصيل. أقدم ذكر لنمرود في التوراة كان من خلال أنساب سفر التكوين فيما يعرف بجدول الأمم [15]. الذي يوضح أنه إبن كوش ، حفيد حام، وابن حفيد نوح ؛ وبأنه «ابْتَدَأَ يَكُونُ جَبَّارًا فِي الأَرْضِ، الَّذِي كَانَ جَبَّارَ صَيْدٍ أَمَامَ الرَّبِّ»[16]. وتتكرر هذه المعلومات في سفر أخبار الأيام الأول. وفي كتاب ميخا. يشار الى انه انشاء مملكه ومدن بابل، أكد، وأوروك في أرض شنعار أي بلاد ما بين النهرين.
يذكر نمرود ببعض التفصيل في كتب اليهود الاخرى مثل التلمود والمدراش وتاريخ يوسيفوس. فالتلمود يربطه بشخصية الملك امرافيل الذي كان حاكما أيام ابراهيم. ويذكر كتاب اليوبيلات أن "نبرود" (وهي اللفظة الاغريقية للاسم) هو من اجداد ابراهيم ويالتالي ابو اليهود. اما يوسيفوس، فيصف نمرود بباني برج بابل ومتحدي عبادة الله. حادثة مواجهته وابراهيم وبأنه باني برج بابل.
[عدل]نمرود في الثقافات الاخرى
ذكر في في الثقافة الارمينية ان جد الأرمن، هايغ، هو من قضى على نمرود والذي كان يسمى "بيل" [17]. في الكوميديا الإلهية التي كتبها دانتي أليغييري (مكتوبة ما بين 1308 و1321)، يصور نمرود كشخصية عملاق في الجحيم. وقال انه يتعرض للعقاب في الدائرة التاسعة من الجحيم مع عمالقة أخرين[18]. وربط بعض المؤرخين شخصية نمرود بشخصية جلجامش[19].
[عدل]المراجع
^ الإمام فخر الدين الرازي، "التفسير الكبير"، دار الكتب العلمية ببيروت، 2004م، ج 11، ص 151
^ محمد بن جرير الطبري، تفسير الطبري، الجزء الخامس في تفسير "ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك"
^ حافظ بن أحمد الحكي، عارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول، دار ابن القيم، 1995م ، ص 107.
^ أ ب القرطبى، الجامع لأحكام القرآن، ج3 ص 283ـ28/5
^ ﴿قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آَلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ‹68›قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ‹69›وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ‹70›﴾«21:68—70»
^ ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾«2:258»
^ أ ب إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي، تفسير ابن كثير، دار طيبة، 2002م، ص 686.
^ المسعودي
^ محمد بن علي بن محمد الشوكاني، "فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية"، دار المعرفة، 2004م
^ أ ب إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي، البداية والنهاية، دار عالم الكتب، 2003م
^ الحسين بن مسعود البغوي، تفسير البغوي، دار طيبة
^ الطبري: جامع البيان عن تأويل آي القرآن، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر، القاهرة، 1968
^ البغوي: معالم التنزيل، إعداد وتحقيق خالد عبد الرحمن العك، مروان سوار، دار المعرفة، بيروت، 1987
^ الرازي (فخر الدين): مفاتيح الغيب، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، الطباعة الأولى،
^ ستيفن هاريس، فهم التوراة، نشر مايفيلد، 1985
^ التوراة، سفر التكوين، الاصحاح العاشر، سطر 8-9.
^ موسى خورين، روبرت تومسون، (1978). "سلالة أرمينيا الكبرى". تاريخ الارمن. دار نشر جامعة هارفرد. ص. 88. مدمك 0-674-39571-9.
^ دانتي: الكومدية الالاهية، العمالقة: الحلقة 9، الجحيم 31
^ من هو نمرود