الخمر.. آفة تستنزف العالم
نهى سلامة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الخمر .. آفة تهدم المجتمع
خامرة العقول وفاتنة السفهاء.. تجتاح العالم.. وتتعالى صرخات العقلاء
منذرين مجتمع اليوم الذي لا بد أن يفيق من السُكر والغفلة. كانت آخر تلك
الصرخات منذ أيام حينما كشف النقاب عن تقرير نشرته الـ BBC يرصد حالة
المجتمع البريطاني المتأزمة مع الخمر، والذي يشهد تصاعدًا خطيرًا منذ عام
1983م، حيث وصلت حصيلة القتلى –كما ذكر التقرير- إلى 33.000 سنويًّا
غالبيتهم من سن 27 إلى سن 30 سنة.. تقدر الخسائر السنوية بـ 3 ملايين
إسترليني، ويؤكد التقرير أن 1 من كل 6 أفراد يصابون بحوادث مختلفة بسببها،
إلا أن المدمنين في غيِّهم ماضون، ويعلن 48% منهم أنهم يشربونها؛ لأنها
تعطيهم أحاسيس ومشاعر مختلفة.
أما على صفحات الإنترنت الأمريكية، فنجد Sheed الذي فقد ابنته (18 سنة) في
حادث، يشعل الشموع مع سبعين آخرين على أرواح الأبرياء الذين يُحصدون من قبل
سائقي السيارات المخمورين الذين يصل عددهم إلى 22 مليون سائق (فوق 12
عامًا) في أمريكا بحسب تقرير لعام 2000م.
لا شك أن هناك مأساة حقيقية تعيشها هذه الدول المسماة بالمتحضرة، ومن
المؤسف أن نسمع ونرى شبابنا أيضا يحتسون الخمر في الليالي والسهرات العربية
الخبيثة.. وتصبح - أحيانًا - كأس من الخمر أو "برشام" من الإكستاسي أسهل
ما يمكن الحصول عليه في حفلات الديسكو العربية، كما تذكر مجلة Cairo Times
المصرية في عددها الصادر في شهر مارس 2002م.
ما هي الخمر!
وصفت على لسان النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنها "أم الخبائث" في حديث
أخرجه النسائي، وتذكر بعض المراجع العلمية أن العرب هم أول من قام بتحضير
الغول (الكحول) المادة المسكرة في جميع أنواع الخمور، ويقال: إن العالم
الكيميائي "جابر بن حيان" كان أول من حضَّرها عام 185هـ.
الخمر هو الاسم الجامع لكل ما أدى إلى السكر، سواء كان مصدرها الفواكه،
مثل: العنب، والتمر، والزبيب، أو من الحبوب: كالحنطة، والشعير، والذرة.. أو
العسل، والبطاطس، والنشا والسكر. والمركب الرئيسي في الخمر هو الكحول
الإيثيلي (C2H5OH ) أو الإيثانول Ethanol – الاسم العلمي للكحول – وهو سائل
طيار عند الحرارة العادية، أقل كثافة من الماء ويذوب بسهولة فيها، كما أنه
لاذع الطعم قابل للاشتعال.
عملية تكوين الكحول تحدث نتيجة تخمر المادة السكرية عادة في الفاكهة والخضر
في عملية تسمى بالتخمر (Fermentation) (أي تحول السكر إلى الإيثانول
بخميرة ميكروسكوبية في غياب الأكسجين O2)، وتتكون خلطة التخمر الرئيسية من 3
إلى 5% إيثانول في البيرة، و12 إلى 15% في الأنبذة، أما المشروبات الأكثر
قوة مثل المشروبات الروحية المقطرة Spirits لا يمكن الوصول إلى تركيزاتها
بالتخمر فقط، فيتم غلي الإيثانول مع الماء للحصول على إيثانول أكثر تركيزًا
في عملية تسمَّى بالتقطير Distillation (حيث إنه عند الغلي يتبخر
الإيثانول أولاً عند درجة حرارة 78.3ْ، فيفصل عن الماء الذي يغلي عند درجة
حرارة 100ْ).
وتحضر البيرة عن طريق عصير الشعير أو بعض الحبوب الأخرى، ومن أنواعها:
الجعة Lager، والمزر (الحنطة Ales )، وستاوت (stout)، كما يصنع "السيدر" عن
طريق تخمر التفاح.. أما النبيذ فينتج بتخمر عصير العنب وأنواع النبيذ:
الشمبانيا، والشيري Sherry والبورت Port. أما المشروبات الروحية المقطرة،
فمنها: الفودكا Vodka، والسكوتش Scotch، والبراندي Brandy والويسكي Whicky،
والروم Rum، والجين Gin). وهناك المسكرات المحلاة liqueurs وهي التي تزاد
إليها نكهة إضافية.
[/size]كما أن هناك أنواعًا غير مشروعة مثل
ويسكي moonshine الذي قد تصل نسبة الإيثانول فيه إلى 95%، ولنا أن نتخيل
كيف يمكن أن تنتج الشركات مئات الأنواع من البيرة، والأنبذة، والروحيات
باللعب في تركيزات الإيثانول.. وهو الذي كلما زاد تركيزه زادت قوة المشروب
وتأثيره، وتتفنن هذه الشركات بوصف منتجاتها بأنها الأكثر صحية والأجود
نوعًا، ولا يهمها في الواقع إلا جذب المستهلك الغافل، وكما يقول النبي -صلى
الله عليه وسلم-: "ليشربنّ أناس من أمتي الخمر ويسمونها بغير اسمها" رواه
أحمد وأبو داود.
آثار اجتماعية واقتصادية.. مفجعة!
أرقام مزعجة كثيرة تقرؤها إذا ما قررت أن تخوض في المشاكل الاقتصادية
والخسائر التي تعود على الدول بسبب هذه المشكلة الدولية، فخسائر المجتمع من
جرَّاء الخمر تصل إلى 166 بليون دولار سنويًّا كما تقدرها منظمات الصحية
العالمية.. ثلث أسرّة المستشفيات في الدول الصناعية يشغلها مرضى الخمر.
تصرف دولة مثل بريطانيا 164 مليون إسترليني سنويًّا لعلاج مرضى الخمر، حيث
يقبع في المستشفيات العقلية والنفسية في إنجلترا ما يقرب من العشرين إلى
الثلاثين ألف شخص بسبب الخمر، ويُعَدّ هذا ضعف القدر الذي تكسبه من جراء
بيع الخمور.. في أيرلندا 40% من زوار المستشفيات من مرضى الخمر.
في روسيا يقتل ما يقرب من 47.000 شخص و40% من الأمراض الخطيرة كانت بسبب
تناول الخمر والذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بحوادث الطرق، والغرق، وأمراض
القلب. وصل بحسب إحصائية في أوائل الثمانينيات عدد مصحات علاج إدمان
الكحوليات في بلد كألمانيا إلى 9 آلاف مصحة، ويحذر الخبراء أن الأمر يزداد
سوءاً، وأن المجتمع مهدد بقوة بسبب الخمر، حيث ظهرت أمراض عديدة وسط
الشباب، وقلَّ معدل ولادة الأطفال كما ذكر في تقرير ظهر في الرابع عشر من
شهر مارس 2002م.
أما المشاكل الاجتماعية للخمر فحدِّث ولا حرج.. ففي دراسة اجتماعية حديثة
عن المجتمع الأمريكي ظهر أن الطلاق بين الزوجين الذي يعاني أحدهما من شرب
الخمر يزيد 3 أضعاف احتمالات الطلاق العادي.. وتظهر مشاكل كبيرة بين أفراد
الأسر التي تشرب الخمر؛ لضعف الاتصال فيما بينهم، ولضعف قدرتهم على حل
واستيعاب المشاكل، كما أنه من مليون طفل سجل تعرضهم لسوء المعاملة أو
الإهمال.. يأتي 81% ضحايا بسبب الخمر، وأوضحت الدراسة أن الكحول هو مفتاح
لـ: 86% من القتل غير العمد، 54% من القتل المتعمد والشروع فيه، 62% من
حوادث الاغتصاب، 48% من وقائع اللصوصية، 44% من السطو على المنازل، و66% من
المدمنين يستخدمون المخدرات الأخرى.
وتتغير حياة المدمن رأسًا على عقب: خلافات لا تنتهي مع العائلة والأصدقاء،
علاقات متوترة مع رؤساء العمل بسبب الإهمال، فقدان القدرة على الإنجاز، وهو
ما يؤدي عادة إلى البطالة، كما يصبح شخصًا منبوذًا مسببًا للأضرار ومتصفًا
بالعنف.. ويساعد في ذلك ما تسببه أعراض الخمر من إحباطات، وقلق، وعزلة،
واكتئاب. وتزيد نسبة الانتحار بين المدمنين بثمانين ضعفًا.
أما الأطفال المعاقون والذين يشكلون عبئًا على المجتمع، فترتفع نسبتهم
يومًا بعد يوم نتيجة لشرب المرأة الحامل الخمر.. وهو ما يسبب للجنين مرض
(FAS) Fetal Alcohol Syndrome الذي ارتفعت نسبته إلى 6% في النساء الشاربات
للخمر، ويعاني هذا الطفل من مشاكل في التعليم، السلوك، بالإضافة إلى تخلف
عقلي مزمن.
ومن العجيب أن الكحول يسري في أجيال العائلة الواحدة بسبب الجينات وبسبب
البيئة، وإذا تخطى جيلاً فقد لا يتخطى الجيل التالي.. ويتكلف علاج الأطفال
الذين شبوا في أسر شرب الخمر أكثر من الطفل العادي بـ 32%، وهم على أقل
تقدير 28.6 مليون طفل في أمريكا وحدها (بحسب إحصائية في 1991م)، فقد تعرض
43% من الأمريكان إلى السكر في عائلتهم خلال فترة الطفولة.
إحصائيات × إحصائيات
وتتوالى الأرقام التي لا تنتهي، وهي الأكثر دقة دائمًا في تحديد شكل
المأساة، وبحسب تقرير منظمة الصحة العالمية في عام 1996م والذي أجري على ما
يقرب من 154 دولة حول العالم جاءت سلوفانيا على رأس دول العالم شربًا
للخمر 15.15 (لتر/ شخص) ثم تلتها كوريا بمعدل 14.40 (لتر/ شخص) وجاءت
إندونيسيا آخر هذه الدول بنسبة 0.13 (لتر/ لشخص). بينما احتلت بريطانيا
المركز الثلاثين بنسبة 9.41 (لتر/ شخص) وأمريكا المركز الثاني والثلاثين
بنسبة 8.9 (لتر/ شخص).
وكانت أول دولة أفريقية تظهر في الجدول هي جنوب أفريقيا في الترتيب الواحد والخمسين بنسبة 7.72 (لتر/ شخص).
[center] إدمان الكحوليات.. أزمة لها تاريخ
د. عمرو أبو خليل
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
قد تبدو مشكلة إدمان الكحوليات في المجتمعات الإسلامية أقل وطأة عن مجتمعات
أخرى مثل المجتمعات الغربية والولايات المتحدة الأمريكية، ومع ذلك فإن
مشكلة الإدمان بصورة عامة بدأت تأخذ أبعادًا خطيرة في كل المجتمعات، والتي
يمثل إدمان الكحوليات جزءاً منها، خاصة وأن غياب الإحصائيات الدقيقة، مع
وجود جزء كبير متوارٍ من المشكلة لطبيعتها الأخلاقية والدينية في
مجتمعاتنا، يجعلنا- ونحن نتحدث هذا الحديث العلمي الطبي البحت كنوع من
التوعية بأحد المخاطر التي تحيق بمجتمعاتنا- لا نبدو وكأننا نتحدث عن مشكلة
غريبة عنا، بل في الحقيقة إننا جزء من المشكلة، ولكننا لا نعرف مداه.
يعتبر الكحول من المواد الضعيفة إذا قورن بغيره من المواد المخدرة التي
تسبب الإدمان؛ حيث إن عددًا من الجرامات من الكحول تحتاج لاستخدامها لتحقيق
نفس الأثر الذي يحققه مليجرام (1/1000 جرام) من أي مادة مخدرة أخرى، ومع
ذلك فإن الآثار الطبية والنفسية والاجتماعية لإدمان الكحول شديدة وضخمة على
المجتمع.
إن شارب الكحول العادي يشعر في البداية ببعض الانبساط، ثم بدرجة من عدم
التوازن مع صعوبة في المشي، مع عدم التركيز وضعف مستوى الأنشطة العقلية،
وعند مستوى أعلى يتوقف الشخص عن الحركة تمامًا، وقد يصبح مخدرًا تمامًا.
ومع زيادة الكمية المستخدمة يدخل المتعاطي في حالة التسمم الكحولي
(السُّكر)؛ حيث تظهر متغيرات سلوكية ونفسية غير سوية مثل السلوكيات الجنسية
والعدوانية مع تقلب المزاج، وعدم القدرة على الحكم على الأمور مع تدهور في
العلاقات الاجتماعية والأداء الوظيفي. ويصاحب ذلك بعض الأعراض التي تسهّل
التعرف على هذا الشخص مثل تقطع الكلام، والمشي غير المنتظم، وفقدان الاتزان
مع اضطراب الانتباه والذاكرة.. وقد تكون الغيبوبة الكاملة هي نهاية المطاف
إذا كانت كمية الكحول المتعاطاة كبيرة بما يكفي لحدوث ذلك.
دلائل حدوث الإدمان
إن ما ذكرناه سابقًا هو صورة المتعاطي في البداية، أو صورته بعد الإفراط
الشديد في الشرب، والتي تمثل الخطوات الموصّلة بعد ذلك للدخول في دائرة
الإدمان، تلك الدائرة الجهنمية التي ينكرها الكثير من المدمنين؛ واصفين
أنفسهم بالمتعاطين أو المفرطين، رافضين وصف الإدمان؛ لذا فإننا سنعرض هنا
دلائل حدوث الإدمان حتى يواجه بها الشخص نفسه، وحتى يتعرف أهل المدمن عليه
أيضًا حتى يدركوا خطورة المشكلة ومدى تفاقمها:
1- الاحتياج المتزايد لزيادة كمية الكحول المتعاطاة من أجل الوصول لحالة
السكر أو ضعف تأثير الكمية المأخوذة مع استمرار استخدام نفس الكمية.
2- حدوث الأعراض الانسحابية، وهي عبارة عن مجموعة التغيرات السلوكية
والنفسية والمعرفية التي تحدث عندما تقل كمية الكحول التي يتعاطاها المدمن
والتي تعوّد عليها لفترة طويلة، وهنا يلجأ المدمن إلى استمرار الحصول
وتعاطي الكحول من أجل تقليل أو تجنب حدوث هذه الأعراض، متعاطيًا للكحول
طوال يومه، ابتداء من بعد تيقظه من النوم مباشرة.
3- يتعاطى مدمنُ الكحول، الكحولَّ بكميات أكبر ولمدة أطول مما يحتاجه أو يقرره من أنه سيكتفي بكمية محدودة.
4 - يتحدث المدمن عن رغبته الدائمة في التوقف أو في تنظيم تعاطيه، ولكنه غالبًا يفشل في تقليل الكمية أو التوقف عن التعاطي.
5- يقضي المدمن وقتًا طويلاً من حياته للحصول على الكحول ولتعاطيه وللإفاقة من أثره.
6- تتمحور أنشطة المدمن اليومية حول تعاطي الكحول، بحيث إن الأنشطة
الاجتماعية والوظيفية للمدمن تقل بسبب التعاطي، بحيث ينعزل المدمن عن
الأنشطة العائلية وعن هواياته من أجل تعاطي الكحول، سواء كان وحيدًا أو مع
ندماء.
7- بالرغم من إدراك المدمن لدور الكحول في مشاكله النفسية والعضوية؛ فإنه
يستمر في تعاطيه، بالرغم من كل الدلائل التي تشير إلى أن سبب المشاكل هو
التعاطي.
المشاكل الطبية لإدمان الكحوليات
تشمل الآثار النفسية لإدمان الكحول كلاًّ من القلق والاكتئاب والمخاوف
المرضية والأفكار الانتحارية، وبنسبة أقل الهلاوس والضلالات والانتحار،
وهذه الأعراض تكون عابرة ومؤقتة في البداية، ولكنها تتحول إلى أعراض مستمرة
وباقية في مدة شهور.
أما عن الأعراض الباطنية فتشمل تأثيرات على الجهاز الدوري والقلب والجهاز
الهضمي والجهاز التنفسي والرئتين والغدد الصماء، وأمثلة لهذه الأمراض:
ارتفاع ضغط الدم، زيادة ضربات القلب، التهاب المريء، الكحة المزمنة،
اضطرابات في الدورة الشهرية بالنسبة للنساء مع تغيرات في الوزن.
ولأهمية ما يُسمَّى بالأعراض الانسحابية، سواء بالنسبة للمدمن في حياته أو
أثناء علاجه، فإننا نعرض لها ببعض التفاصيل، والمقصود بها الأعراض التي
تظهر على المدمن حالة توقفه المفاجئ أو تقليله لتعاطي الكحول بعد فترة
طويلة من التعاطي بكمية كبيرة، وقد تظهر بعض هذه الأعراض أو كلها في خلال
12 ساعة من التوقف أو تقليل الكمية، وهي تشمل العرق الغزير، وزيادة النبض،
وزيادة في رعشة اليد، واضطراب في النوم على هيئة أرق، وإحساس بالرغبة في
القيء (الغثيان) مع القيء فعليًّا، مع هلاوس بصرية وسمعية وحسية وحركات
عدوانية وقلق، وقد تحدث نوبات صرعية كبرى في بعض الحالات.
وتؤدي هذه الأعراض إلى اضطراب وظائف الشخص، سواء الاجتماعية والعملية أو أي
مساحات هامة أخرى في حياته، وهنا نأتي إلى السؤال الهام الذي قد يثيره عرض
صورة المدمن للكحول أو صورة الأعراض الانسحابية الناتجة عن التوقف عن
التعاطي: هل يمكن العلاج؟! وما هو العلاج؟!
علاج الإدمان!
السؤال الأول حسمته في مجتمعاتنا الإسلامية قصة تحريم الخمر؛ حيث كان يمكن
وصف المجتمع الذي نزلت في آيات تحريم الخمر بأنه مجتمع مدمن، فقد كانت
الخمر جزءًا من حياتهم واهتماماتهم التي كانوا لا يتصورون أن يتخلوا عنها؛
ولذا كان الأمر الأول في العلاج الرباني هو التهيئة النفسية، ويبدأ بتكوين
موقف مضاد من هذه العادة الاجتماعية القبيحة؛ حيث إن أضرارها أكثر من
منافعها، ثم اعتبارها أمرًا لا يصح أن يقابل به الإنسان ربه؛ فجاء الأمر
بعدم قرب الصلاة لمن هو في حالة السكر، فبدأت تدرك النفوس أنها بصدد أمر لا
يحبه الله ولا يحبذ العبد أن يلقاه وهو عليه، بل وأصبح أمر التحريم القاطع
مطلبًا نفسيًّا تتحدث به الألسن وتتمناه القلوب، فإذا ما جاء الأمر الإلهي
بالتحريم طفت دور المدينة فوق بحيرة من الخمر الذي أراقه المسلمون إعلانًا
لقبولهم الأمر الإلهي الذي جاء دافعًا لإرادتهم أو تقوى منهم أو تحديًّا
لكل الأعراض الانسحابية التي تنتج جرّاء البعد، والتي قد تضعف نفوسهم
أمامها في حالة عدم حسم الأمر الإلهي؛ ليأتي التحريم القاطع للنفوس
المؤمنة؛ فيخرج أحسن ما فيها، وليمتنع المجتمع كله بين عشية وضحاها عن
الخمر تمامًا بدون تسويف أو إبطاء أو أعذار أو ادعاء مرض أو محاولة لبحث عن
أسباب وراثية لإدمان الكحول أو… أو...
وهذا المنهج الرباني في علاج مجتمع المسلمين الأول من هذا الداء هو المنهج
العلمي الحقيقي الذي يُستخدم اليوم في علاج الإدمان بصورة عامة - وعلاج
إدمان الكحوليات بصورة خاصة - وهو يعتمد على تغيير طبيعة حياة المدمن كلها
بصورة شاملة، وليس امتناعه عن تعاطي الكحول أو المادة المخدرة فقط؛ حيث
نؤمن أن الإدمان هو "نمط حياة"؛ لذا فإن الإقلاع عنه لن يتم إلا بتغيير نمط
حياة الإنسان وطريقة تفكيره، ونظرته للأمور وتعامله مع مشاكله وكل أمور
حياته، بدون ذلك لا يمكن الإقلاع عن المادة المخدرة أو الكحول؛ لأن تعاطي
المادة المخدرة بما فيها الكحول إنما هو ذروة التعبير عن منهج حياة يعتمد
على الهروب من مواجهة المشكلات، وتغيب العقل في مواجهتها بدلاً من إحضاره..
إذا أدرك المدمن ذلك تكونت له الإرادة الحقيقية في الإقلاع عن الكحول
والمخدرات، ليس لأضرارها فقط، ولكن لأنها تعوقه عن أن يكون إنسانًا سويًّا
كما ارتضاه الله صاحب عقل يَقِظ هو مناط التكليف، بحيث يتعجب من نفسه وهو
يُغيّب عقله، تلك النعمة التي كرمه الله بها على كل المخلوقات.
إذا توافرت هذه الإرادة في الإقلاع عن الكحول والمخدرات في إطار هذا
التغيير الشامل لطريقة الحياة والنظر إليها، وكل ما يحدث- سواء من دخول
لمصحّة أو مستشفى لعلاج الأعراض الانسحابية أو الحصول على الدعم النفسي من
أجل القدرة على العودة إلى الحياة الطبيعية- يتحول إلى مسألة وقت يحتاجه
الفرد حتى يتخلص تمامًا من هذه العادة السيئة.. لا يوجد أي أصل علمي أو
شرعي لاستحالة علاج الإدمان أو عدم القدرة على التخلص منه، ولكنه الفشل في
فهم المشكلة والتعامل مع الأعراض دون التعامل مع المشكلة الأصلية وأسبابها
الحقيقية، ذلك هو سبب تفاقمها والفشل في علاجها.
إن فرصة المجتمعات الإسلامية في التخلص من مشاكل الإدمان تعتبر كبيرة إذا
عولجت الأسباب التي أدت إلى توجه الشباب من فراغ روحاني ونفسي أو إحباط
نتيجة لما يعيشونه من أوضاع، مع وضع البرامج الجادة لتغيير حياة هؤلاء
الشباب، حتى يجدوا البديل عن رغبتهم في إلغاء عقولهم، فلا يفكرون فيما
يعانونه أو يرونه.
الخمر بين الإسلام والنصرانية
تمهيد :
ان جمهورية جنوب افريقيا ذات الاقلية البيضاء, التي تقدر باربع ملايين
نسمة, من بين مجموع السكان البالغ عددهم اربعين مليون نسمة. بها حوالي
ثلاثمائة الف مدمن خمر , يسمونهم ( الكحوليين ).
وتظهر الاحصائيات ان عدد مدمني الخمر من الملونين في جنوب افريقيا يوازي خمسة اضعاف عدد مدمني الخمر ضمن اي جنس اخر.
ويذكر المبشر الانجليزي, جيمي سواجرت. في كتاب له بعنوان (الخمر) : ان
امريكا بها احد عشر مليون مدمن, واربعة واربعين مليون من المفرطين في شرب
الخمر.
الخمر النصرانية :
ان شرور معاقرة الخمر منتشرة في العالم كله. وروح القدس لم يبد رايه و لم
يعلن قراره في هذه المصيبة والكارثة من خلال اي كنيسة لحد الان.
ان العالم النصراني يتغاضى عن معاقرة الخمور على اساس ثلاث حجج واهية. تستند الى الكتاب المقدس.
الخمر في العهد القديم :
( اعطوا مسكرا لهالك و خمرا لمريئ النفس يشرب وينسى فقره ولايذكر تعبه). (الامثال6:31).
انك ستوافقني تماما بان هذه الفلسفة ناجحة لمن يريد ابقاء الامم الخاضعة مستعبدة.
الخمر في العهد الجديد :
يقول شاربوا الخمر : ان يسوع لم يكن هادم لذات. فلقد حول الماء الى خمر في اول معجزاته على الاطلاق, كما هو مدون في الكتاب المقدس.
( قال يسوع املاوا الاجران ماء. فملاوها الى فوق. ثم قال لهم: استقوا
وقدموا الى رئيس المتكأ. فقدموا, فلما ذاق رئيس المتكأ الماء المتحول خمرا
ولم يعلم من اين هي. لكن الخدام الذين كانوا قد استقوا علموا. دعا رئيس
المتكأ العريس, وقال له: كل انسان انما يضع الخمر الجيدة اولا, ومتا سكروا
فحينئذ الدون. اما انت فأبقيت الخمر الجيدة الى الان ).( يوحنا 7:2 ).
ومنذ ان جرت تلك المعجزة, والخمر لم تزل تتدفق كالمياه في العالم النصراني.
النصيحة الرزينة :
ان القديس بولس الحواري الثالث عشر للمسيح , الذي عين نفسه تلميذا للمسيح,
والمؤسس الحقيقي للنصرانية, ينصح احد رعاياه المتحولين حديثا الى
النصرانية, ويدعى تيموثاس, قائلا: ( لاتكن فيما بعد شراب ماء بل استعمل
خمرا قليلا من اجل معدتك و اسقامك الكثيرة ). ( رسالة بولس الى ثيموثاوس
23:5 ).
موقف النصرانية ومفسري الكتاب المقدس من الخمر :
ان النصارى يقبلون جميع شواهد المشروبات الكحولية والمسكرة, والتي ذكرناها
سابقا. باعتبارها كلام الله المعصوم. وهم يعتقدون ان الروح القدس الهم
مؤلفي اسفار العهد الجديد بكتابة مثل هذه النصائح الخطيرة.
ويبدو ان القس دميلو, لديه بعض الشكوك بخصوص رسالة بولس., ويقول: ( انها
تعلمنا انه من الصواب تعاطي المسكرات من الخمر. ولقد تعلم الالاف من
النصارى ادمان الخمور, بعد ان رشفوا ما يسمونه دم المسيح اثناء المشاركة في
شعائر الكنيسة ).
الخمر في الاسلام :
الاسلام هو الدين الوحيد على وجه الارض الذي حرم الخمر بالكامل. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما اسكر كثيره فقليله حرام ).
فلا يوجد عذر في دين الاسلام لمن يرشف رشفة او يتناول جرعة من اي شراب مسكر.
ان القران الكريم كتاب الحق. حرم باشد العبارات ليس فقط شرب الخمر وما تجلبه من شرور.
بل حرم كذلك الميسر والقماروالنصاب والازلام .
اي انه حرم الخمر وعبادة الاوثان والاصنام والعرافة وقراة الطالع في اية واحدة.
الخمر في القران :
( يا ايها الذين امنوا إنما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ) .
موقف المسلمين من الخمر :
وعندما نزلت هذه الاية افرغ المسلمون اوعية الخمر في شوارع المدينة, ولم يعودوا الى شربها مرة اخرى.
ان هذا التوجيه الصريح البسيط, قد جعل الامة الاسلامية اكبر تجمع من الممتنعين امتناعا تاما عن شرب الخمرفي العالم .
بين يدي الرسالة :
( ان الخمر تشل الحواس وتجعل من المرء يترنح ويتقيأ, وتطفئ البصيص الضعيف
من القدرة على الجدل و الاقناع بالحجة والمنطق, التي تتقد ثم تخبو في تردد
داخل عقولنا, وسرعان ما تتغلب الخمر على اشد الرجال قوة وتحوله الى شخص
ثائر هائج عنيف, تتحكم فيه طبيعته البهيمية, محمر الوجه, محتقنة عيناه
بالدم, يجأر ويقسم ويتوعد من حوله ويسب اعداء خياليين, ولا يوجد مثل هذا
السلوك المخزي بين اي نوع من انواع ال*****ات, لا بين الخنازير ولا ابن اوى
ولا الحمير. وابشع ما في الوجود هو السكير, فهو كائن منفر, تجعل رؤيته
المرء يخجل من انتمائه لنفس النوع من الاحياء ) . من اقوال الدكتور الفرنسي
( شارل ريشيه )الحاصل على جائزة نوبل للفسيولوجيا.
هناك العديد من القوى المدمرة التي تنتهك وتدمر الامم, واحد اخبث واخطر هذه القوى في الخمر.
السود في جنوب افريقيا ينفقون الف مليون راندا سنويا على الخمر.ينفق السود
مبلغا مذهلا سنويا على الخمر. هذا المبلغ المذهل يبدده افراد شعب من السود
الفقراء على الخمر فقط. وتكلف الخمر جنوب افريقيا خمسمائة مليون راندا
سنويا بسبب الحوادثوالاسر المنهارة والانفس الضائعة. فمعظم حوادث الطرق
يتسبب فيها اشخاص واقعون تحت تأثير الخمر . والسيارة التي يقودها سائق
مخمور تتحول الى نعش .
والخمر لا تحتوي على اي قيمة عذائية . فهي لا تحتوي على اي املاح معدنية او
بروتينات. ويذهب تسعون بالمئة منها الى مجرى الدم. وبناء عليه فانها
لاتحتاج لاي هضم وليس لها اي تاثيرات نافعة على الجسم. والخمر عامل هام من
العوامل المسببة لامراض القلب والكبد والمعدة والبنكرياس. كما ان الخمر
تسبب الاكتأب النفسي , وتسبب في اشد التغيرات المدمرة في المخ.
ان سبعين في المئة من حالات الطلاق والاسر المنهارة هي بسبب الخمر.
وللاسف فان اكثر الناس يعتقدون ان شرب الخمر هو امر يقربهم الى المجتمع
ويدمجهم فيه. فهم يريدون الانتماء الى المجتمع . ويريدون ان يعدوا في مصاف
العصريين والتقدميين.
ليست لديهم الشجاعة والارادة لكي يثبتوافي وجه ما يلاقونه من ضغط وهجوم. فلا يستطيعوا ان يرفضوا هذا السم بصوت عال واضح.
وصانعوا الخمر لايشعرون بتأنيب الضمير. فلا يهمهم ان تغرق الامة طالما
يحققون ارباحهم. وهم يعلنوها بصراحة : ( اننا لانشعر بالذنب ). ولكي يجعلوا
الخمر في متناول الجمهور , فانهم يرعو نويمولون الرياضة والاحتفالات ,
وهذا لكي يصطادوا الشباب .
ان ادمان الخمر عادة سيئة يمكن ان تبدا بتناول كاس واحدة , كتلك التي
يتناولها النصارى في احتفالاتهم الدينية, ومتى بدات فانك تصبح مدمنا للخمر
مدى الحياة الا ان يشاء الله.
ان الاطفال الذين يولدون للنساء اللاتي يشربن الخمور يكونون عادة متخلفين
عقليا ولديهم خلل تناسلي وثقوب بالقلب ويكونون اصغر حجما واخف وزنا من
الاطفال العاديين. ان الخمر داء .
ومن المستفيد ؟
لوان المال المبدد كان ينفق في حماية الضعفاء ومساعدة الفقراء وشفاء المرضى
واعانة الارامل والايتام وايجاد فرص عمل وتقليل البؤس وجلب السعادة. ربما
امكن الدفاع عن هذا التبديد.
بخلاف جميع الاديان والمذاهب الوضعية في العالم يبرز الاسلام لموقفه الصلب المشرف ضد شرب الخمر.
فقد اعلن الاسلام الحرب الشاملة ضد الخمر منذالف واربعمائة سنة.
فلاسبيل للمداهنة مع الشر ولاشك ان الخمر التي ينصح الكتاب المقدس بشربها, شر . فالخمر عدوهائل متربص بنا يجب ان ندمره .
و نحن كمسلمين لا يجوز لنا ان نتغاضى عن ادانة شرب الخمر على سبيل المجاملة
او الصداقة, فالقران يقول : ( يا ايها الذين امنوا إنما الخمر والميسر
والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون. إنما يريد
الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر
الله و عن الصلاة فهل انتم منتهون).
وقد قال اعظم المجددين والبطل الذي اعاد الى الانسان كرامته, محرر البشرية النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
1- كل شراب اسكر فهو حرام , ما كثيره يسكر فقليله حرام.
2- كل مسكر حرام.
3- ليست الخمر دواء بل داء.
4- ايما امرئ شرب مسكرا فلن تقبل منه اربعين صلاة فأن تاب تاب الى الله بنعمته و رحمته غفر الله ذنبه.
5- لعن في الخمر عشر, عاصرها ومعتصرها وشاربها ومقدمها و حاملها والمحمولة اليه وبائعها وشاربها ومهديها واكل ثمنها.
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الإسلام يهدي السبيل :
ان كل امة تتوق الى ان تكون حرة ومحترمة ومشرفة وان تحيا في سلام وكرامة.
ولايمكن تحقيق هذه الغايات في امة يعتدي افرادها بأنتظام على اجسامهم بشرب الخمر و تعاطي المخدرات.
ولكي تكون الامة حرة ومحترمة ومشرفة حقا , فعليها ان تتالف من افراد لهم
عقيدة وهدف . افراد على استعداد كامل للالتزام بهذه العقيدة وذلك الهدف.
وتلك الاهداف يمكن تحقيقها فقط اذا حفظت العقول والاجسام طاهرة نقية.
وللاسلام عقيدة فريدة تكشف الطريق لكل اولئك الذين يتوقون الى الشرف
والحرية.
فللحفاظ على طهارة الجسم , حرم الله الخمر والمخدرات ولحم الخنزير والميتة ....الخ , تحريما تاما.
وللحفاظ على طهارة العقل , امر الله بالايمان والطاعة التامة له واسلام
الامر له والايمان بأن الله واحد وفرد وليس كمثله شيئ, وهو خالق كل شيئ
والرزاق والحي والمميت والحفيظ. و الايمان بأن البشرية امة واحدة . متساوية
من كل جهة ولا فرق بين الناس الا بالتقوى . قال الله عز وجل : ( إن افضلكم
عند الله اتقاكم ).
كما يجب تنشئة شخصية اخلاقية سوية بالصدق والامانة والاخلاص والعدل .
ومحاسبة النفس يوميا, بسؤالها ماذا عملت اليوم واحصاء الحسنات والسيئات
خلال ذلك اليوم. لتتجنب الاعمال السيئة وتستمر على الصالحات.
ان اتباع المنهج الاسلامي الصحيح, سوف يحرر الانسان والمجتمع من الظلم والاضطهاد .فالاسلام يهدي السبيل , حقا , الى الحرية
اياك حتى من قلـيـل الــخــمـــر
الدكتور حسان شمسي باشا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه المشهور : " كل مسكر حرام ، وما
أسكر منه الفرق فملء الكف منه حرام " رواه أبو داود والترمذي . ويقول صلى
الله عليه وسلم : " ما أسكر كثيره فقليله حرام " رواه أبو داود والترمذي
وأحمد .
وقد حرم الإسلام شرب الخمور كثيرها وقليلها . ورغم أن هناك من يدعو في
أمريكا وأوربا إلى أن شرب كمية قليلة من الخمر ربما يرفع من مستوى
الكولسترول المفيد في الدم ، ويقلل من نسبة حدوث مرض شرايين القلب التاجية ،
فإن المنظمات الصحية هناك تحذر من مثل تلك الدعوات ، حيث أن مخاطر شرب
الخمور في أمريكا وأوروبا تفوق – بكل المقاييس – تلك الفوائد المزعومة لشرب
كمية قليلة من الخمور . فالأمراض الناجمة عن الخمور مسؤولة عن ربع حالات
دخول المستشفيات هناك ، وأن المشاكل الصحية والاقتصادية الناجمة عن شرب
الخمور تكلف الميزانية الأمريكية 136 مليون دولار سنويا ، ولهذا فإن
المقالات العلمية تدعو الواحدة تلو الأخرى إلى نبذ فكرة نصح المرضى بشرب
كمية قليلة من الخمور . ففي مقال رئيس نشر في مجلة Can Med Assoc J عام
1999 يقول صاحب المقال : " من الحكمة ألا نصف شرب الخمر لمن لا يشرب الخمر "
. وإذا كان هناك من يقول بأن في الخمر خاصية خفض كولسترول الدم – بنسبة
قليلة بالطبع – فإن دراسة نشرتها مجلة Drugs Exp Clinics عام 1999 أثبتت
أن المادة الموجودة في الخمر الأحمر وهي resveratrol ، والتي يعزى إليها
تلك الخاصة ، هي موجودة أيضا وبنفس الفعالية في العنب . ويقول كاتب المقال
في نهاية البحث : " وإذا كانت نفس المادة موجودة في العنب الأحمر ، فلماذا
نعرض الناس لمشاكل الخمور ؟؟.. ألا نعلم أن أكثر المشاكل الصحية الناجمة عن
الخمور تحدث عند أناس يظنون أنهم لا يشربون إلا كمية قليلة من الخمور ؟ " .
والله سبحانه وتعالى – وهو الخبير بعباده – يعلم أن في الخمر من المـفاسد
ما لا يحصى ولا يعد . ولهذا حرم حتى التداوي بالخمور . يقول المصطفى صلى
الله عليه وسلم : " من تداوى بالخمر فلا شفاه الله " رواه أبو نعيم في الطب
. والخمر أم الخبائث كما قرر ذلك صلى الله عليه وسلم : " الخمر أم الفواحش
وأكبر الكبائر ، ومن شرب الخمر ترك الصلاة ووقع على أمه ، وعمته وخالته "
رواه الطبراني ( صحيح الجامع الصغير 3345 ) .
و شرب المسكرات مشكلة يعاني منها الغرب ، ويعاني منها البعض في بلادنا
العربية والإسلامية . وإن ما يدعو إلى الأسف الشديد أن نشاهد ازديادا في
شرب الخمر في بلادنا الإسلامية ، في الوقت الذي يدعو فيه الغرب إلى
الابتعاد عن المسكرات .
تقول دائرة معارف جامعة كاليفورنيا للصحة : " يعتبر الخمر حاليا القاتل
الثاني – بعد التدخين – في الولايات المتحدة . فشرب المسكرات في أمريكا سبب
موت أكثر من 100.000 شخص سنويا هناك . والخمر وحده مسؤول عن أكثر من نصف
الوفيات الناجمة عن حوادث الطرق في أمريكا (والبالغة 50.000 شخص سنويا)
وليس هذا فحسب ، بل إن الخمر مسؤول عن إصابة أكثر من نصف مليون شخص بحوادث
السيارات في أمريكا في العام الواحد . وأما في البيت ، فالمسكرات مسؤولة عن
كثير من حرائق البيت ، وسقوط شاربي الخمر على الأرض ، أو غرقهم أثناء
السباحة " .
وتتابع دائرة معارف جامعة كاليفورنيا القول : " والمسكرات لا تسبب المشاكل
في البيت .. أو على الطرقات فحسب ، بل إن خسائر أمريكا من نقص الإنتاج
وفقدان العمل نتيجة شرب الخمر تزيد عن 71 بليون دولار سنويا ، ناهيك عن
الخسائر التي لا تقدر بثمن من مشاكل نفسية وعائلية واجتماعية . ويحث الكتاب
في الجرائد والمجلات الأمريكية الناس على عدم تقديم المسكرات قبل العشاء –
أثناء حفلاتهم – وعلى أن يصادروا مفاتيح السيارات من المفرطين في شرب
الخمر ، حتى لا يقودوا أنفسهم إلى الموت " .
وتذكر موسوعة جامعة كاليفورنيا في مكان آخر : " إن ثلث اليافعين في أمريكا
يشرب المسكرات بدرجة تعيق نشاطه الدراسي في المدرسة ، أو توقعه في مشاكل مع
القانون .. وقد بدأ معظم هؤلاء الشباب شرب المسكرات قبل سن الثالثة عشرة
من العمر " .
ويقول البروفيسور " شوكيت " وهو بروفيسور الأمراض النفسية في جامعة
كاليفورنيا ومدير مركز الأبحاث المتعلقة بالإدمان على الكحول : " إن 90 %
من الناس في الولايات المتحدة يشربون الخمر ، وإن 40 – 50 % من الرجال هناك
يصابون بمشاكل عابرة ناجمة عن المسكرات . وإن 10 % من الرجال و 3 – 5 % من
النساء مصابون بالإدمان على الكحول " .
ويقدر خبراء جامعة كاليفورنيا أن 15 مليون أمريكي يشرب أكثر من كأسين من
البيرة – أو ما يعادلها من أنواع الخمر الأخرى – يوميا . واستنادا إلى
المعهد الوطني الأمريكي للإدمان على الخمر ، فإن من يشرب مثل تلك الكمية
يعتبر " مفرطا في شرب المسكرات " " Heavy Drinker " وأن 18 % من هؤلاء
يشرب أكثر من 4 كؤوس من البيرة – أو ما يعادلها – يوميا ، وهذه الفئة مهددة
بالإدمان الخطير على الكحول .
هذا ما يجرى في أمريكا ، فماذا يحدث على الجانب الآخر من الأطلنطي –
وبالخصوص بريطانيا ؟ تقول مجلة لانست البريطانية الشهيرة : " إن مئتي ألف
شخص يموتون سنويا في بريطانيا بسبب المسكرات " .
وذكرت المجلة البريطانية للإدمان " British Journal of Addiction " أن
الخسائر الناجمة عن مشاكل الكحول الطبية بلغت 640 مليون جنيه إسترليني في
العام الواحد ، وأن الخسارة الإجمالية الناجمة عن شرب المسكرات تقدر بـ
2000 مليون جنيه إسترليني في العام الواحد " .
وذكرت هذه المجلة أيضا أن 12 % من المرضى الذين يدخلون المستشفيات في بريطانيا ، يدخلون بسبب مشاكل ناجمة عن المسكرات .
وعودة إلى أمريكا .. فحسب ما جاء في كتاب Cecil الطبي الشهير " فإن
الخسائر الكلية الناجمة عن مشاكل المسكرات في أمريكا بلغت ما قيمته 136
بليون دولار في العام الواحد . ويقدر الخبراء أن ربع الحالات التي تدخل
المستشفيات الأمريكية سببها أمراض ناجمة عن شرب المسكرات " .
فحذار .. حذار أيها المسلمون ، قبل أن يستشري فينا الداء الذي يرده لنا
الغرب . فالأفلام والمجلات الخليعة تدعو الناس صباح مساء في بلادنا العربية
إلى شرب المسكرات عن طريق إبراز الفنانين والممثلين ، وفي أيديهم كأس من
المسكرات ، أو عن طريق الدعايات والمقالات .
ويظن بعض الناس أن شرب قليل من المسكرات أمر لا بأس فيه ، ولكن هذا غير
صحيح ، وقد نبهت على خطورته مجلة لانست البريطانية فتقول : " لقد تبين
أخيرا أن معظم الوفيات والاختلاطات الناجمة عن الكحول تحدث عند الذين يظنون
أنهم لا يشربون الكثير من الخمور ، وعند أولئك الذين كان يظن أطباؤهم أن
ما يتناولونه من المسكرات ما هو بالكثير ، بل هو في حكم المقبول في عرف
المجتمعات الأمريكية والأوروبية " .
ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان ليغفل عن ذلك ، فقال في حديثه المشهور :
( ما أسكر كثيره فقليله حرام )
أنعجب بعد هذا كله من تحريم الإسلام للمسكرات ؟ حتى للقليل منها ؟ ألم يقل
رسول الإنسانية صلى الله عليه وسلم : " كل مسكر حرام ، وما أسكر منه الفرق
فملء الكف منه حرام " .
ثم ألم يحذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجلوس على موائد الخمر لأن
ذلك قد يعرض صاحبها لمسايرة الجالسين ، فربما ذاقها للمرة الأولى ثم تبعها
جلسات وسكرات . " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجلوس على مائدة
يشرب عليها خمر " .
( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ) ق : 37
* * *
تأثير الخمر على الخط الدفاعي للبدن
الشيخ محمد الحكمي
تضعف مقاومة البدن للأمراض لدى المدمن و تنقص لديه المناعة والإصابة بداء الرئة وغيرها.
وقد أثبتت الدراسات في الجامعات الأمريكية أن ضعف المقاومة لدى المدمنين ناتج عن تدخل مباشر في عملية المناعة.
تأثيرات الخمر على الجهاز العصبي
1.تعتبر الخلايا العصبية أكثر عرضة لتأثيرات الغول السمية، وللغول تأثيرات
فورية على الدماغ بعضها عابر وبعضها غير قابل للتراجع تؤكد الدراسات أن
تناول كأس واحد أو كأسين من الخمر قد تسبب تموتاً في بعض خلايا الدماغ وهنا
نفهم الإعجاز النبوي في قوله صلى الله عليه و سلم "ما أسكر كثيره فقليله
حرام".
2.والسحايا قد تصاب عند المدمن عندها يشكو المصاب من الصداع والتهيج العصبي وقد تنتهي بالغيبوبة الكاملة.
3.كما أن الأعصاب كلها معرضة للإصابة بما يسمى "باعتلال الأعصاب الغولي العديد أو المفرد".
4.أما الأذيات الدماغية فيمكن أن تتجلى بداء الصرع المتأخر الذي يتظاهر عند بعض المدمنين بنوبات من الإغماء والتشنج والتقلص الشديد.
تأثيرات الخمر على القلب
يصاب مدمن الخمر بعدد من الاضطرابات الخطيرة والمميتة التي تصيب القلب منها:
1.اعتلال العضلة القلبية الغولي: حيث يسترخي القلب ويصاب الإنسان بضيق في
النفس وإعياء عام ويضطرب نظم القلب وتضخم الكبد مع انتفاخ في القدمين،
والمريض ينتهي بالموت إذا لم يرتدع الشارب عن الخمر
2.قد يزيد الضغط الدموي نتيجة الإدمان.
3.يؤثر الخمر على أعصاب القلب فيؤدي إلى سرعة دقاته مما يؤدي إلى ضعف القلب نتيجة إنهاك قوته بسبب ما تضطره إليه من زيادة العمل.
4.داء الشرايين الإكليلية: الغول يؤدي إلى تصلب وضيق في شرايين القلب تتظاهر بذبحة صدرية.
5.اضطراب نظم القلب
تأثير الخمر على الكبد
1.للكبد وظائف هامة فهي المخزن التمويني لكافة المواد الغذائية وهي تعدل
السموم وتنتج العصارة الصفراء والغول سم شديد للخلية الكبدية وتنشغل الكبد
من أجل التخلص من الغول عن وظائفه الحيوية الأخرى ويحصل فيها تطورات خطيرة
نتيجة الإدمان ففي فرنسا وحدها يموت سنوياً أكثر من 22 ألف شخص بسبب تشمع
الكبد الغولي وفي ألمانيا يموت حوالي 16 ألف، كما أن الغول يحترق ضمن الكبد
ليطلق كل 1غ منه 7 حريرات تؤدي بالمدمن إلى عزوفه عن الطعام دون أن تعطيه
هي أي فائدة مما يعرضه لنقص الوارد الغذائي.
2.تشحم الكبد: يتشحم الكبد حيث يتشبع بالشحوم أثناء حرق الغول وتتضخم الكبد وتصبح مؤلمة
3.التهاب الكبد الغولي: آفة عارضة تتلو سهرة أكثر فيها الشارب من تناول الخمر وتتجلى بآلام بطنية وقيء وحمى وإعياء وضخامة في الكبد.
4.تشمع الكبد: حيث يحدث خراب واسع في خلايا الكبد وتليف أنسجته وصغر حجمه ويصبح قاسياً وعاجزاً عن القيام بوظائفه.
5.يشكو المصاب من ألم في منطقة الكبد ونقص في الشهية وتراجع في الوزن مع
غثيان وقيء ثم يصاب بالجبن أو باليرقان وقد يختلط بالتهاب الدماغ الغولي
ويصاب بالسبات أو النزف في المريء، و كلاهما يمكن أن يكون مميتاً.
الخـمـر أم الخبـائـث
قال تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر و الميسر و الأنصاب
الأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن
يوقع بينكم العداوة و البغضاء في الخمر و الميسر و يصدم عن ذكر الله و عن
الصلاة فهل أنتم منتهون ) .
الخمر لغة : هي كل ما خامر العقل و غلبه . و في الاصطلاح الفقهي هي اسم لكل
مسكر . عن عبد الله بن عمر : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كل مسكر
خمر و كل خمر حرام . رواه مسلم
و الرجس : القذر.
مشكلة الخمر في العالم :
الخمر من اعقد المشكلات التي يجأر منها الغرب و يبحث عن حل لكن دون جدوى
فهذا السيناتور الأمريكي وليم فولبرايت يقول عن مشكلة الخمر : " لقد وصلنا
إلى القمر و لكن أقدامنا مازالت منغمسة في الوحل ، إنها مشكلة حقيقية
عندما نعلم أن الولايات المتحدة فيها أكثر من 11 مليون مدمن خمر و أكثر من
44 مليون شارب خمر " .
و قد نقلت مجلة لانست البريطانية مقالاً بعنوان " الشوق إلى الخمر " جاء فيه " إذا كنت مشتاقاً إلى الخمر فإنك حتماً ستموت بسببه ".
إن أكثر من 200 ألف شخص يموتون سنويا في بريطانيا بسبب الخمر .
و ينقل البروفسور شاكيت أن 93% من سكان الولايات المتحدة يشربون الخمر و أن
40% من الرجال يعانون من أمراض عابرة بسببه و 5% من النساء و 10% من الرال
يعانون من أمراض مزمنة معندة .
تأثيرات الخمر السمية :
ترى هل يدري شارب الخمر أنه يشرب سماً زعافاً ؟
و قبل الشرب ، يمكن لصانع الخمر أن يستنشق أبخرته مما يؤدي إلى إصابته
بالتهاب القصبات و الرئة و إلى إصابة بطانة الأنف مما يؤدي إلى ضعف حاسة
الشم ، و هنا يتضح معنى قوله تعالى " فاجتنبوه " فهي تعني النهي عن
الاقتراب منه مطلقاً و هي أعم من النهي عن شربه .
و يختلف تأثير الخمر السـمي كلمـا تغير مسـتواه في الدم فعندما يبلغ
مســتواه من 20ـ 99ملغ % يسبب تغير المزاج و إلى عدم توازن العضلات و
اضطراب الحس ، و في مستوى من 100ـ 299 ملغ % يظهر الغثيان و ازدواج الرؤية و
اضطراب شديد في التوازن . و في مستوى من 300 ـ 399 ملغ % تهبط حرارة البدن
و يضطرب الكلام و يفقد الذاكرة . و في مستوى 400 ـ 700 ملغ % يدخل الشاب
في سبات عميق يصحبه قصور في التنفس و قد ينتهي بالموت . و رغم أن كل أعضاء
الجسم تتأثر من الخمر فإن الجملة العصبية هي أكثرها تأثراً حيث يثبط
المناطق الدماغية التي تقوم بالأعمال الأكثر تعقيداً و يفقد قشر الدماغ
قدرته على تحليل الأمور ، كما يؤثر على مراكز التنفس الدماغية حيث أن
الإكثار منه يمكن أن يثبط التنفس تماماً إلى الموت .
و هكذا يؤكد كتاب alcoholism أن الغول بعد أن يمتص من الأمعاء ليصل الدم
يمكن أن يعبر الحاجز الدماغي و يدخل إلى الجنين عبر المشيمة ، و أن يصل إلى
كافة الأنسجة . لكنه يتوضع بشكل خاص في الأنسجة الشحمية . و كلما كانت
الأعضاء أكثر تعقيداً و تخصصاً في وظائفها كانت أكثر عرضة لتأثيرات الغول
السمية . فلا عجب حين نرى أن الدماغ و الكبد و الغدد الصم من أوائل
الأعضاء تأثراً بالخمر حيث يحدث الغول فيها اضطرابات خطيرة .
تأثيرات الخمر على جهاز الهضم
في الفم يؤدي مرور الخمر فيه إلى التهاب و تشقق اللسان كما يضطرب الذوق
نتيجة ضمور الحليمات الذوقية ، و يجف اللسان و قد يظهر سيلان لعابي مقرف . و
مع الإدمان تشكل طلاوة بيضاء على اللسان تعتبر مرحلة سابقة لتطور سرطان
اللسان و تؤكد مجلة medicin أن الإدمان كثيراً ما يترافق مع التهاب الغدد
النكفية .
و الخمر يوسع الأوعية الدموية الوريدية للغشاء المخاطي للمري مما يؤهب
لتقرحه و لحدوث نزوف خطيرة تؤدي لآن يقيء المدمن دماً غزيراً . كما تبين أن
90% من المصابين بسرطان المريء هم مدمنوا خمر .
و في المعدة يحتقن الغشاء المخاطي فيها و يزيد افراز حمض كلور الماء و
الببسين مما يؤهب لإصابتها بتقرحات ثم النزوف و عند المدمن تصاب المعدة
بالتهاب ضموري مزمن يؤهب لإصابة صاحبها بسرطان المعدة الذي يندر جداً أن
يصيب شخصاً لا يشرب الخمر .
و تضطرب الحركة الحيوية للأمعاء عند شاربي الخمر المتعدين و تحدث التهابات
معوية مزمنة و اسهالات متكررة عند المدمنين ، و تتولد عندهم غازات كريهة و
يحدث عسر في الامتصاص المعوي.
الكبد ضحية هامة للخمر :
للكبد وظائف هامة تقدمها للعضوية ، فهي المخزن التمويني لكافة المواد الغذائية و هب تعدل السموم و تنتج الصفراء .
و الغول سم شديد للخلية الكبدية و تنشغل الكبد من أجل التخلص من الغول عن
وظائفه الحيوية و يحصل فيها تطورات خطيرة نتيجة الإدمان . ففي فرنسا وحدها
يموت سنوياً أكثر من 22 ألف شخص بسبب تشمع الكبد الغولي و في ألمانيا يموت
حوالي 16 ألف . كما أن الغول يحترق ضمن الكبد ليطلق كل 1غ منه 7 حريرات
تؤدي بالمدمن إلى عزوفه عن الطعام دون أن تعطيه هي أي فائدة مما يعرضه لنقص
الوارد الغذائي .
1ـ تشحم الكبد حيث يتشبع الكبد بالشحوم أثناء حرق الغول و تتضخم الكبد و تصبح مؤلمة
2ـ التهاب الكبد الغولي : آفة عارضة تتلو سهرة أكثر فيها الشارب من تناول
الخمر و تتجلى بالآم بطنية و قيء و حمى وإعياء و ضخامة في الكبد .
3ـ تشمع الكبد liver cirrhosis : حيث يحدث تخرب واسع في خلايا الكبد و
تتليف أنسجته و يصغر حجمه و يقسو و يصبح عاجزاً عن القيام بوظائفه .
و يشكو المصاب من ألم في منطقة الكبد و نقص في الشهية و تراجع في الوزن مع
غثيان وإقياء ثم يصاب بالجبن أو باليرقان ز و قد يختلط بالتهاب الدماغ
الغولي و يصاب بالسبات أو النزف في المريء ، و كلاهما يمكن أن يكون مميتاً .
تأثيرات الخمر على القلب :
يصاب مدمن الخمر بعدد من الاضطابات الخطيرة و المميتة التي تصيب القلب منها :
1ـ اعتلال العضلة القلبية الغولي : حيث يسترخي القلب و يصاب الإنسان بضيق
في النفس و إعياء عام و يضطرب نظم القلب و تضخم الكبد مع انتفاخ في القدمين
،و المريض ينتهي بالموت إذا لم يرتدع الشارب عن الخمر
2ـ قد يزيد الضغط الدموي نتيجة الإدمان .
3ـ داء الشرايين الإكليلية :الغول يؤدي إلى تصلب و تضيق في شرايين القلب تتظاهر بذبحة صدرية .